أراتبس – صحة
في دراسة جديدة تم نشرها في 8 يناير 2020، ربطت التطور فى حالة الخرف ومرض الزهايمر بقلة النوم، حيث تأتي هذه الدراسة التي أقيمت في السويد لتبين ارتفاع مستوى بروتين “تاو” عند عدم النوم براحة لليلة واحدة فقط، وهو البروتين الذي يتواجد بصورة مرتفعة في الحالات التي تعاني من مرض الزهايمر.
ووجدت الدراسة التي تمت في علم الأعصاب، تواجد بروتين تاو بصورة مرتفعة عند مجموعة من الأشخاص الأصحاء فقط من حرمانهم من ليلة واحدة من النوم، مقارنة بالفترة التي أمضوا فيها ليلة راحة كاملة دون انقطاع.
وقال كبير الباحثين الدكتور جوناثان سيدرنايس، باحث كبير في جامعة أوبسالا في السويد: “هذا مثير للاهتمام لأن تراكم البروتين تاو يظهر في أدمغة الأفراد المصابين بمرض الزهايمر، أو أكثر أشكال الخرف شيوعًا”، وفقا لموقع ويب ميد الشهير.
فيما لم يجد الباحثون أي زيادة مماثلة في بروتين “بيتا اميلويد” والذي تم ربطه منذ فترة طويلة بالحالات المصابة بمرض الزهايمر.
حيث تأتي النتائج الجديدة في الوقت الذي بدأت فيه أبحاث الزهايمر للتركيز أكثر على بروتين “تاو” كسبب أكثر أهمية لتلف خلايا المخ المرتبط بالمرض.
وقال سيدرنايس إن “تاو” عبارة عن بروتين موجود في الخلايا العصبية النشطة عادةً، وعادة ما يعمل الجسم على إزالته من المخ بسرعة، لكن في مرضى الزهايمر، يبقى بروتين “التاو” في المخ ويشكل تشابكًا مع خلايا الدماغ.
كيف أجريت الدراسة؟
في هذه الدراسة الأخيرة، قام الباحثون بتنفيذ الدراسة على 15 رجلاً بمتوسط عمر 22 عامًا، وقال جميعهم إنهم يحصلون على نوم من سبع إلى تسع ساعات من النوم الجيد بانتظام كل ليلة.
وقام الباحثون بتنفيذ الدراسة من خلال دورتين للنوم، حيث تم الحصول في الدورة الاولى على نوم جيد لمدة ليلتين، وفي الدورة الثانية تم حرمانهم من النوم لليلة واحدة.
وأظهرت النتائج أن بروتين “تاو” ازداد بنسبة 17 ٪ في المتوسط في مستويات الدم، بعد ليلة من الحرمان من النوم، مقارنة بزيادة 2 ٪ في المتوسط في مستويات تاو بعد ليلة نوم جيدة، فيما لم يتم تحديد الأسباب والعلاقة المؤدية لذلك.
ولم يجد الباحثون أي تغيراً في أي علامات بيولوجية أخرى مرتبطة بمرض الزهايمر، بما في ذلك برويتن “بيتا أميلويد”، وفقًا للتقرير.
وقال سيدرنايس “عندما تكون الخلايا العصبية أكثر نشاطا، فإنها تفرز بروتين تاو بشكل أكبر”. “قد يكون ذلك عندما نبقى مستيقظين لفترات طويلة من الوقت – أطول بكثير من 15 إلى 18 ساعة يوميًا التي من المفترض أن ننفذها – فهذا يزيد مستويات تاو في المخ إلى درجة تتجاوز فيه قدرة الدماغ لإزالتها بشكل فعال لمدة 24 ساعة معينة “.
من جانبه قال كيث فارجو، مدير البرامج العلمية والتواصل في جمعية الزهايمر: “قد يؤثر الأرق أيضًا على الطريقة التي يزيل بها الجسم بروتين تاو من الدماغ.”
وأكد الباحثون على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات على أشخاص من فئات عمرية أخرى، بحيث تتوفر بيانات أكثر عمقاً لربطها مع مسبباب الخرف ومرض الزهايمر.
ويشار إلى أن مرض الزهايمر يصيب كبار السن فوق سن 65 عاماً في معظم الأحيان، وفي حالات نادرة يصيب أشخاص دون 40 عاماً، والذي يؤدي إلى ضمور في خلايا الدماغ السليمة، وبالتالي تراجع الذاكرة والقدرات العقلية والذهنية، حيث يعاني المصابون به من نقصان المهارات العقلية والاجتماعية الأساسية.
وتبلغ نسبة انتشار المرض بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 65-74 عاما هي أقل من 5%، أما بين الذين في سن 85 عاما وما فوق كبار السن، فإن نسبة انتشار الزهايمر تبلغ نحو 50%، وفقا لموقع ويب طب.