أراتبس – بقلم أسامة الأطلسي
تقترب فلسطين من أوّل انتخابات لها منذ 2006، ورغم العقبات الكبيرة التي لا تزال تواجه الفصائل الفلسطينيّة في اتّجاه إنهاء الانقسام فإنّ هناك تقدّمًا ملحوظًا في اتجاه إنجاح العمليّة السياسيّة الحاليّة.
وتُشير المعطيات الأوليّة إلى تقدّم حركة المقاومة الإسلاميّة “حماس” ووجود حظوظ وافرة لنيْلها أكبر عدد من المقاعد في انتخابات المجلس التشريعي، وتُنافسها في ذلك حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”. ولا يزال غير واضح من سيفوز بأغلبيّة المقاعد في الانتخابات المقبلة. هذا ومن المرجّح أن تحظى كلتا الحركتان بعدد مقاعد متقارب نظرًا للقانون الانتخابيّ الجديد الذي يمنع تغوّل أيّ طرف في المجلس التشريعي.
هذا وتعيش فتح سلسلة من الصّراعات الداخليّة التي يبدو أنّها أنهكت الجسم الفتحاويّ مؤخّرًا، خاصّة بعد استقالة القياديّ البارز وابن شقيقة ياسر عرفات، ناصر القدوة. وفي حقيقة الأمر، لم يستقل القدوة بمفرده ولا يزال يعتبر نفسه جزءًا من القاعدة التاريخية ومن الطيف الفتحاوي الواسع، بل تمّت إقالته بعد إصراره الترشّح على رأس قائمة مستقلّة عن القائمة الرسميّة لحركة فتح، الأمر الذي اعتبره محمود عبّاس واللجنة المركزيّة لفتح مخالفةً صريحة للنظم الداخليّة للحركة، ممّا يستوجب الإقالة.
في الضفّة الأخرى، تبدو حماس متماسكة رغم الخلافات الداخلية التي تعيشها والانتقادات اللاذعة التي يُوجّهها لها أبناء الشّعب الفلسطينيّ بقطاع غزّة الحاكمة فيه. وفيما يعتبر البعض أنّ حماس مغلوب على أمرها في غزّة نظرًا للحصار المسّلط عليها هناك، يعتقد كثيرون أنّ هذه الحركة تتحمّل جزءًا كبيرًا من مسؤوليّة الأزمة الاقتصاديّة والاجتماعية الخانقة التي يعيشها القطاع.
يبرز من بعيد محمّد دحلان، القياديّ المفصول عن حركة فتح كقوّة سياسيّة لها اعتبار ووزن، إذ تُشير استطلاعات الرأي إلى تأييد ربع الفلسطينيّين في غزّة لدحلان، ويعزو المحللون ذلك إلى المشاريع التنموية الكبرى التي يقوم دحلان ببعثها مؤخّرًا والمساعدات الإنسانيّة التي يستمرّ بإرسالها للقطاع.
وسط كلّ هذا يتساءل مراقبون: هل تؤجّل فتح الانتخابات الفلسطينيّة إلى أن تُرتّب بيتها الداخلي، أم تنخرط في العملية السياسيّة متحمّلة عواقب خسارتها المحتملة ؟