أراتبس – جدة
بدأت وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية تدريس اللغة الصينية في ثماني مدارس ثانوية عامة، باعتبارها المرحلة الأولى من خطة الوزارة لإدراجه في التعليم العام.
ووفقًا للمتحدث الرسمي باسم الوزارة ابتسام الشهري، ستشارك أربع مدارس في الرياض واثنتان في جدة واثنتان في المنطقة الشرقية، بما في ذلك مدرستان للفتيات، وأشارت الشهري أيضًا إلى أن دراسة اللغة الصينية ستكون اختيارية للطلاب وليست إلزامية.
من جانبه، شكر السفير الصيني في المملكة العربية السعودية تشن وى تشينغ ولي العهد محمد بن سلمان على تويتر لإدخاله الصينية في النظام التعليمي في البلاد، وقال “آمل أن يتقن الجيل الناشئ في المملكة اللغة الصينية، وأن يحب الثقافة الصينية، وأن يحتضن مستقبلاً مشرفاً للبلدين الصديقين”.
متى تم تقديم اللغة الصينية في السعودية؟
تم تقديم اللغة الصينية لأول مرة إلى المدارس السعودية خلال زيارة ولي العهد لبكين في فبراير 2019، كجزء من اتفاق بين البلدين لتعزيز الصداقة والتعاون الثنائي، كما تم إطلاق عدة مبادرات مع منظمات مختلفة في قطاعي التعليم والتدريب لتعريف اللغة على الجمهور.
وكانت إحدى أكبر المبادرات بالتعاون مع الجامعة العربية المفتوحة ومركز النبغ التعليمي لتدريس أكثر من 3500 معلم وموظف في قطاع التعليم في 12 مدينة في جميع أنحاء البلاد.
وقال عبد الرزاق عثمان عبد الله البالغ من العمر 38 عاماً، وهو خريج من الصين، حيث حصل على درجة البكالوريوس والماجستير في الإدارة والإدارة المالية، بأنه وزوجته قد قاما بتدريس اللغة الصينية للمعلمين السعوديين في المدينة المنورة.
وأشار عبدالله “إن أهم نتيجة لهذا المشروع هي مساعدة المعلمين على التغلب على العوائق النفسية أثناء دراسة لغة أجنبية، والقضاء على الافتراضات المسبقة المرتبطة باللغة الصينية”، وأردف “من المهم للغاية أن يبدأ تدريس اللغة الصينية من المرحلة الثانوية، حيث ستسهم بتوسيع آفاق الطلاب وتعريفهم بثقافة جديدة وعالم جديد لم يعرفوه من دون اللغة”، وفقا لما أوردته صحيفة عرب نيوز.
وقال عبد الله: “يجب أن أعترف أنني كنت قلقًا في البداية، خاصة وأنني كنت أدرس معلمين كبار من أصحاب سنوات الخبرة في التعليم”، “ومع ذلك، في نهاية التجربة، كنت راضي عن النتيجة”.
وحول تجربته كطالب في الصين، قال عبد الله أن هناك أوجه تشابه ثقافية واضحة بين البلدين وأن كلا المجتمعين يرحبان ببعضهما البعض.
تعزيز العلاقات والتنوع الثقافي
وتعد الصين موطنا لخمس سكان العالم تقريبًا، وقد نمت بشكل ملحوظ خلال العقود الأربعة الماضية بمعدل 10 بالمائة تقريبًا في السنة، والتي أصبحت رائدة عالمياً في التكنولوجيا والتصنيع.
وقد وافق القادة الصينيون على المساعدة في تسهيل تعلم اللغة الصينية من خلال معهد كونفوشيوس في البلاد، والذي يشجع تعلم اللغة والتبادل الثقافي في جميع أنحاء العالم، وذلك خلال زيارة ولي العهد لبكين.
ويرى العديد من النشطاء، بأن إدراج اللغة الصينية سيعزز التنوع الثقافي للطلاب في المملكة، ويساهم في تحقيق الأهداف في مجال الرؤية للرؤية 2030.
حيث أن المعرفة باللغة الصينية ستخلق مجالًا جديدًا من الفرص للسعوديين، سواء في السياحة أو التكنولوجيا أو التجارة أو الاستثمار أو العلوم أو الطب أو الدبلوماسية أو التعليم.
ويعد إدخال اللغة الصينية في المنهج خطوة نحو فتح آفاق أكاديمية جديدة للطلاب من مختلف المستويات التعليمية في المملكة، حيث تقوم الجامعات السعودية تدريجياً بإدراج الصينية في خططها التعليمية وأنشطتها الأكاديمية.